خلال هذا التمرين، ستشارك كل مشاركة هوية جديدة بالكامل لها. يفترض أن تحضر المشاركات هذه الهوية مسبقًا، و يجب ألّا تستند على شخص فعلي وأن تكون من نسج الخيال.
إشرحن لهن أنه عند بناء هذه الهوية الجديدة، يمكنهن التمتع بالحريّة الكاملة، أي يمكنهن أن يكن نساءًا أو رجالاً ,أوحتى مكانًا، أوأ ي شيء يخطر في بالهن. الفكرة الأساسية من هذا التمرين هي أن يختلقن هوية جديدة لهن بكل ما للكلمة من معنى – وهذا يعني إختلاق اسمٍ جديد لهن ومكان سكن جديد ومكان عمل جديد وعائلة جديدة وحتى هوايات جديدة.
من بعد التعريف بالتمرين، إبدأن المرحلة التالية بالتعريف بشكلٍ موجز بمفهوم المحافظة على سريّة الهوية. إسألن المشاركات لماذا يعتبرن مسألة المحافظة على سريّة الهوية مسألةً لابد منها في عملهن وفي حياتهن الشخصية وعلاقاتهن على حدٍ سواء.
من بعد أن قمتن بالتعريف بمفهوم المحافظة على سريّة الهوية وبتقديم لمحة عامة عنه، يجب أن تسيّرن التمرين نفسه من خلال إتباع الخطوات التالية:
يجب أن تجّهز كل مشاركة قبل المجيء إلى التمرين مفهومًا واضحًا لهويتها الجديدة – على أن يشمل ذلك اسمها ومكان ولادتها ومكان عملها وعائلتها وحتى هواياتها، … إلخ. قبل البدء بالتمرين، أطلبن من كل مشاركة الإفصاح عن أسم هويتها الجديد معكن وليس للمجموعة لكي تتمكنّ كمدربات من المتابعة (هذا عنصر مهم من التمرين).
يجب أن يكتب الجميع على قصاصة ورق الاسم الذي اختارته لهويتها الجديدة. إجمعن كل القصاصات وضعنها كلها في وعاء.
تجولن في الغرفة وإسمحن لكل مشاركة بسحب اسم واحد من الوعاء – في حال سحبت المشاركات هوياتهن الخاصة، عليهن إعادة القصاصة وسحب أخرى. الاسم المسحوب من قبل كل مشاركة سيصبح اسم صديقتها السرّية.
والآن يجب أن تقوم المشاركات بكتابة رسالة لصديقاتهن الجديدات يصفن فيها (من منظور الهوية التي أنشأتها لنفسها) من هنّ ومن أين هنّ وما هي هواياتهن أو ما هو عملهن، إلخ.
بعد أن ينتهين من كتابة هذه الرسائل، سيضعنها داخل مغلف. يجب أن يكتبن اسم صديقتهن السرّية على المغلف من الخارج. إحرصن ألا ترى المشاركات ما تكتبه الأخريات لتفادي إنكشاف أي تفاصيل.
تجولن في الغرفة وإجمعن كل المغلفات. إستنادًا إلى لائحتكن التي تحدد الهوية الجديدة المرتبطة بكل مشاركة، وزعن الرسائل على المتلقيات المقصودات (هذه المرة أيضًا، إحرصن ألّا ترى المشاركات الأسماء المكتوبة على المغلفات، بإستثناء تلك المخصصة لهن).
واحدة تلو الأخرى، أطلبن من كل مشاركة التقدّم إلى مقدمة الغرفة والجلوس على كرسي ووضع عصبة على أعينهن. سيقمن حينها بمشاركة تفاصيل الرسالة التي تلقينها، بما في ذلك اسم صديقتهن السرية.
أثناء وصف كل مشاركة لمحتوى رسالتها، يجب على صديقتها السرّية الجلوس في كرسي آخر وضع إلى جانب المتطوعة.
بعد أن تنتهي كل مشاركة من وصف رسالتها، أطلبن منها محاولة تخمين مَن من المشاركات الأخريات هي صديقتها السرّية. وبعد أن تحاول ذلك، أزلن العصبة عن عينيها وأطلبن منها أن تنظر إلى الشخص الجالس إلى جانبها لمعرفة ما إذا كان تخمينها صحيحًا.
تابعن التمرين، عبر تكرار العملية المذكورة أعلاه إلى أن تنكشف كل الهويات.
بعد الإنتهاء من التمرين، إسألن المجموعة – هل كانت تخميناتهن صحيحة بشأن هوية صديقاتهن السريات؟ كيف تمكنّ من معرفتها، أوما هي العملية الذهنية التي إستعنّ بها في تخميناتهن؟ ما كان مدى صعوبة ذلك عليهن؟
إختتمن التمرين بالتفكير في أهمية المحافظة على سريّة الهوية والتمكن من حماية هوية شخص ما بالكامل، ومن ناحية أخرى مدى سهولة إخفاء الآخرين لهوياتهم الحقيقية أحيانًا (ولنيّاتهم أيضًا).