في الجزء الأوّل من هذه الجلسة، ستبدأن بشرح ما يلي للمشاركات:
ما هو التوثيق؟ التوثيق في هذا السياق يشير إلى مقاربة منظمة وممنهجة لمتابعة حالات الإساءة أو التحرّش التي نشهدها في سياق عملنا – والهدف الأساسي منها هو أرشفة الأدلة.
ما هو الحادث؟ الحادث هوأي تطوّر يطرأ إما على الإنترنت أو في الواقع قد يشكّل إساءةً أو تحرشًا – تصنيف التطوّر على أنه حادث أم لا، يعتمد كثيرًا على البيئة والظروف التي طرأ فيها وشدّة أثره بهذه العوامل. على سبيل المثال، في حال تلقيتن بريدًا إلكترونيًا يبدو وكأنه محاولة تصيّد – وأنتن معتادات على تلقيها غالبًا – قد لا يكون ذلك مهمًا بما فيه الكفاية لإعتباره حادثًا؛ ولكن في حال كانت منظمتكن تستعد لإطلاق حملة مهمة وبدأتن بتلقي أعدادًا كبيرة جدًا غير معتادة منها، قد يشكّل ذلك حادثًا ولابد من توثيقه. مثال آخر على ذلك، في حال كانت منظمتكن تستعد لإطلاق حملة مهمة وبدأتن بتلقي عدد هائل من طلبات الصداقة على فايسبوك من غرباء.
ما هوسجل التوثيق؟ سجل التوثيق هو المكان الذي يمكنكن فيه الإحتفاظ بسجل بكل الحوادث التي تطرأ، بطريقة منظمة ستساعدكن على الإحتفاظ بمعلومات وأدلة مهمة عن كل حادث يمكن استخدامها لاحقًا أو ااعتمادها كمراجع.
ما الذي يجعل عملية التوثيق بهذه الأهمية؟ التوثيق مفيد كمرجع يستخدم لاحقًا حين تحاولن فهم الوضع بأكمله وربط حوادث مختلفة ببعضها البعض طرأت خلال إطار زمني محدد أوطالت عددًا من الأشخاص من المنظمة نفسها.
قد يكشف التوثيق أنماطاً معيّنة من الإساءة أوالهجمات الأخرى على الإنترنت، ربما لم تكنّ لتلاحظنها لولاه،وعبر تقديم مجموعة من الأدلة المترابطة. إكتشاف هذه الأنماط يساعدنا في تحديد هوية الخصوم، أو في فهم مجريات الأمور والعلاقة بين أنواع معيّنة من الحوادث، وأنواع معينة من الأعمال التي تقمن بها أنتن أو منظمتكن. وعند التبليغ عن حوادث الإساءة على منصات التواصل الإجتماعي، على سبيل المثال، قد تُطلب أدلة كصور ملتقطة للشاشات أو أسماء الصفحات الشخصية خلال عملية التحقيق.
بعد الإنتهاء من مراجعة الفقرات الواردة أعلاه عن التوثيق ومعرفة أسباب التوثيق وأهميته، يمكنكن توزيع نسخ مطبوعة من نماذج سجّل التوثيق أدناه على المشاركات.
أذكرن للمشاركات أن هذه النماذج توفر مثالًا واحدًا فقط عن أنواع المعلومات المهمة التي لابد من جمعها في عملية توثيق الحوادث. ولهن الحريّة في إضافة أو إزالة أي خانة وفقًا لتقديرهن حين يقمن بوضع نماذج خاصة ببيئة عملهن في المستقبل. 4. في ما يلي نموذجان، الأوّل مخصص لتوثيق الحوادث على الإنترنت، والثاني مخصص للحوادث في الواقع خارج الإنترنت:
معظم الخانات في هذين النموذجين واضحة الوظيفة؛ ولكن، سيتوجب عليكن مع ذلك شرح العملية لكل أفراد المجموعة، عبر وصف موجز لكل واحدةٍ منها (أي ما يجب أن تتابعه المشاركات لملء كل واحدة منها).
إحرصن على التركيز على خانة مستوى الخطر، فهذه الخانة ذاتية بإمتياز وأقل وضوحًا من الخانات الأخرى. وكيفية تعريف المشاركات و/أوالمنظمات لمستويات الخطر مرتبط إلى حدٍ كبير ببيئتهن الخاصة – من المفيد هنا التوقف عن الشرح والطلب من المشاركات تقديم أمثلة عن حوادث يصنفن خطرها كخطر ذو مستوى منخفض، أو متوسط أو مرتفع (على سبيل المثال). شددن للمشاركات أنه سيتوجب عليهن التفكير في الأثر المحتمل للحادث (إما على المستوى الشخصي وإما على مستوى المنظمة، وإما الإثنين معًا) عند التعريف بالخطر في هذه البيئة.
إختياري: إما قبل أو مباشرة بعد هذه الجلسة، قمن بتمرين نماذج المخاطر القائمة على النوع الإجتماعي مع المشاركات. خلال ذلك التمرين، ستتسنى فرصة أفضل للمجموعة للتعريف بمستويات الخطر في بيئتهن الخاصة – ويمكنهن تطبيق هذه التعريفات للمخاطر في سجلات التوثيق الخاصة بهن.
وختامًا، لابد من التشديد أيضًا على خانة إجراءات المتابعة خلال هذا الجزء من الجلسة. فإجراءات المتابعة في هي فعليًا الخطوة التالية المتخذة لمعالجة الحادث الحالي (مثلا تقديم تقرير تبليغ على فايسبوك)، أو إجراء سينفذ لمنع أي حادث مماثل في المستقبل أو التقليص من أثره.
إختياري: إما قبل أو مباشرة بعد هذه الجلسة، قمن بجلسة الخطط والبروتوكولات الأمنية الخاصة بالمنظمة مع المشاركات. خلال هذا التمرين، ، ستتسنى فرصة أفضل للمجموعة لتحديد الخطط والبروتوكولات الأمنية الخاصة بالتعامل مع مخاطر معروفة أو محتملة معيّنة – لابد من خطوات مشابهة عند التخطيط لإجراءات متابعة الحوادث.
أطلبن من المشاركات البدء بملء نماذج سجلهن بشكلٍ فرديّ – بمنحنهن من 10 إلى 15 دقائق لملء أكبر قدر ممكن من الخانات. يمكنهن ملئ الخانات بمعلومات مفصّلة عن الحوادث الفعلية التي تعرضن لها في حال رغبن في ذلك، ويمكنهن أيضًا إستخدام أمثلة إفتراضية للتدرّب على ملء النماذج.
من بعد أن ينتهين من وضع المسودة الأولى للسجل، أطلبن منهن تشكيل مجموعات من شخصين ومشاركة الحوادث التي سجلنها مع شريكاتهن – في هذه المرحلة، يفضّل جمع مشاركتين من المنظمة ذاتها (إن أمكن). على كل ثنائي تبادل طرح الأسئلة حول مستوى التفاصيل أو دقتها في تقارير الحوادث الخاصة بهما – في بعض الحالات، قد يساعد ذلك المشاركات على تذكر بعض التفاصيل المحددة لم يتذكرنها قبل ذلك. تجدر الإشارة إلى أن بعض المشاركات قد لا يرتحن لمشاركة سجلهن مع الأخريات، لذا أتحن لهن إمكانية العمل وحدهن إن أردن ذلك.
ذكرن المشاركات، أنه من أجل المحافظة على سجلات التوثيق ومتابعتها بشكلٍ دوري، سيتوجب عليهن إيجاد طرق لدمج عملية تحديث في الإجراءات الروتينية الموجودة داخل كل منظمة. إن كنّ يعملن في منظمة، على المشاركات التفكير في ما إذا ستوكل مهمة جمع المعلومات للسجّل إلى شخص محدد؛ أو قد يكون من الأسهل أو الأفضل تناوب الأفراد أو الفرق على إجراء المهمة. عليكن أيضًا التذكير أنه في حال تعرّض شخص ضمن المنظمة لحادث، قد يكون من المفيد تولي شخص آخر مهمة توثيق الحادث.
شجعن المشاركات على إختبار سبل عمل مختلفة لجعل عملية تحديث سجلات التوثيق الخاصة بهن أكثر كفاءة وفعالية – قد تتوفر طرق لجعل بعض الإجراءات تتم بشكل أتوماتيكي، أو قد يجدن أن بعض خانات النموذجين الواردين أعلاه غير مهمة في بيئتهن (وهذا ما سيوفر عليهن أي عمل غير ضروري).
إختتمن الجلسة بسؤال المشاركات، بعد منحهن الوقت اللازم للتفكير في أهمية توثيق الحوادث في بيئاتهن، إن كنّ أستقين أي عِبر أساسية من النقاش أو أفكار، بشأن كيفية المحافظة على السجل وجعل عملية تحديثه أكثر سهولة.